قصر النظر الأسباب، وطرق العلاج

قصر النظر (Myopia) هو أحد أكثر مشكلات الإبصار شيوعًا في العالم، حيث يعاني الملايين من صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، بينما تبقى الأشياء القريبة واضحة ومميزة. هذه الحالة البصرية التي تبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة، قد تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة اليومية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. مع التطور المستمر في نمط الحياة الحديث، مثل الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية وقلة التعرض للضوء الطبيعي، أصبحت معدلات قصر النظر في ارتفاع مستمر، ما يدفع الكثيرين للتساؤل عن الأسباب والعلاجات المتاحة.

ما هو قصـر النظر؟

هو اضطراب بصري شائع يحدث عندما تكون العين غير قادرة على تركيز الضوء بشكل صحيح على شبكية العين، مما يجعل الصور البعيدة تظهر ضبابية وغير واضحة. في هذه الحالة، تكون مقلة العين أطول من الطبيعي، أو تكون القرنية ذات انحناء زائد، مما يؤدي إلى انكسار الضوء أمام الشبكية بدلاً من أن يقع عليها مباشرة, الأشخاص المصابون بقصر النظر يجدون صعوبة في رؤية اللافتات، شاشات العرض، أو الأشخاص من مسافة بعيدة.

ما هي أعراض قصر النظر؟

1. صعوبة رؤية الأشياء البعيدة بوضوح: الأشخاص المصابون بقصر النظر يواجهون تحديًا في رؤية الأشياء البعيدة، مثل لافتات الطرق، شاشات العرض، أو حتى وجوه الأشخاص من مسافات بعيدة.

2. الشعور بالإجهاد البصري: بسبب محاولات العين المستمرة للتركيز على الأشياء البعيدة، قد يشعر المصابون بإجهاد واضح في عضلات العين. هذا الإجهاد يكون أكثر وضوحًا بعد فترات طويلة من التركيز،

3. الصداع الناتج عن التحديق المستمر: قد يؤدي التحديق المستمر أو محاولة رؤية الأشياء بوضوح إلى صداع متكرر، خصوصًا في مقدمة الرأس وحول العينين.

4. الميل لتقريب الأشياء مثل الكتب أو الشاشات للعين: غالبًا ما يلاحظ المصابون بقصر النظر أنهم يميلون إلى تقريب الأشياء للعين مثل الكتب، الهواتف، أو شاشات الكمبيوتر للحصول على رؤية أوضح. هذه العادة قد تكون مؤشرًا واضحًا على قصر النظر لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبة في رؤية السبورة في المدرسة.

ما هي أسباب قصر النظر؟

1. العوامل الوراثية: تأثير الجينات يلعب العامل الوراثي دورًا مهمًا في تحديد احتمالية الإصابة بقصر النظر. إذا كان أحد الوالدين يعاني من قصر النظر، فإن احتمال إصابة الأبناء يرتفع بشكل ملحوظ، ويزداد أكثر إذا كان كلا الوالدين مصابين.

2. العوامل البيئية: القراءة لفترات طويلة والاستخدام المفرط للشاشات السلوكيات الحديثة، مثل القراءة المكثفة أو قضاء ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، تزيد من الضغط على العينين، مما يؤدي إلى تطور قصر النظر.

3. مشكلات في شكل القرنية أو عدسة العين طول مقلة العين الزائد: عندما تكون مقلة العين أطول من الطبيعي، يتركز الضوء أمام الشبكية بدلاً من السقوط عليها مباشرة، مما يؤدي إلى قصر النظر. انحناء غير طبيعي للقرنية أو عدسة العين: إذا كانت القرنية أو العدسة أكثر انحناءً من اللازم، فإن الضوء ينكسر بشكل غير صحيح.

ما هي طرق علاج قصر النظر؟

1. النظارات الطبية
تُعد النظارات الطبية الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج قصر النظر، حيث تعمل على تصحيح انكسار الضوء داخل العين، مما يتيح رؤية واضحة للأشياء البعيدة.

2. العدسات اللاصقة
توفر رؤية طبيعية وأكثر وضوحًا مقارنة بالنظارات. لا تعيق الأنشطة الرياضية أو الحركية. تمنح مظهرًا طبيعيًا دون الحاجة لارتداء إطار.

3. جراحة الليزك وتصحيح النظر بالليزر 
تناسب البالغون الذين تجاوزت أعمارهم 18 عامًا واستقر لديهم قياس قصر النظر لمدة سنة على الأقل. الأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات صحية أخرى في العين مثل الجفاف المزمن أو القرنية الرقيقة.

4. العدسات الداخلية (ICL) 
تعتبر حل دائم لقصر هي عدسات يتم زرعها جراحيًا داخل العين، أمام عدسة العين الطبيعية أو خلفها، لتصحيح قصر النظر

هل يمكن الوقاية من قصر النظر أو تقليل تفاقمه؟

بينما لا يمكن الوقاية الكاملة من قصر النظر، خاصة إذا كان العامل الوراثي هو السبب الرئيسي، إلا أن هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل احتمالية تطوره أو الحد من تفاقمه.
نصائح للحفاظ على صحة العين وتقليل تفاقم قصر النظر
■ اتباع قاعدة 20-20-20: بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشات أو القراءة، انظر إلى شيء بعيد (على بعد 20 قدمًا) لمدة 20 ثانية على الأقل.
■ استخدام إضاءة مناسبة أثناء القراءة أو العمل لتقليل الضغط على العينين.
■ تقليل وقت استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، خاصة عند الأطفال.
■ استخدام شاشات ذات تقنيات مريحة للعين، أو تفعيل الوضع الليلي لتقليل الإجهاد البصري.
■ قضاء 2-3 ساعات يوميًا في الضوء الطبيعي، خاصة للأطفال والمراهقين.
■ إجراء فحوصات منتظمة للعين، خاصة للأطفال والشباب، للكشف المبكر عن أي مشكلات بصرية.

خـاتمة

قصر النظر هو حالة بصرية شائعة تؤثر على جودة الحياة اليومية، لكنه ليس عائقًا دائمًا بفضل التطورات في تقنيات التشخيص والعلاج. من خلال التعرف على الأعراض وأسباب الحالة، يمكن اتخاذ خطوات فعّالة للحد من تأثيراتها، سواء عبر استخدام النظارات الطبية، العدسات اللاصقة، أو خيارات العلاج المتقدمة مثل جراحة الليزر والعدسات الداخلية.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن معالجة قصر النظر طبيعياً؟ 

قصر النظر لا يمكن علاجه بشكل طبيعي، لكن يمكن تحسين صحة العين بتبني عادات جيدة مثل تقليل إجهاد العين، ممارسة تمارين التركيز، واتباع نظام غذائي متوازن. العلاج الفعّال يشمل النظارات، العدسات اللاصقة، أو الجراحة مثل الليزك.

هل قصر النظر يتحسن مع الوقت؟ 

عادةً لا يتحسن قصر النظر مع مرور الوقت. في الواقع، يمكن أن يزداد سوءًا مع تقدم العمر، خاصة في فترة المراهقة والشباب. لكن بعد بلوغ سن 20-25 عامًا، عادة ما يستقر قصر النظر ولا يزداد بشكل كبير.

كم يستغرق علاج قصر النظر؟

علاج قصر النظر يعتمد على الطريقة المستخدمة. إذا تم استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة، يمكن تصحيح الرؤية فوراً. أما إذا تم اللجوء إلى جراحة الليزك أو أي تقنية جراحية أخرى، فيمكن أن تستغرق العملية نفسها حوالي 15-30 دقيقة، ولكن قد يحتاج الشخص إلى بعض الوقت للتعافي الكامل، الذي قد يستغرق بضعة أيام إلى أسابيع.

في أي عمر يتوقف قصر النظر؟ 

قصر النظر عادةً يتوقف عن التفاقم بعد سن 20-25 عامًا، حيث يستقر نمو العين. قد يظل الشخص يعاني من قصر النظر في هذه السن، ولكن الزيادة في درجة قصر النظر تكون أقل أو تتوقف تمامًا.

هل الهاتف يسبب قصر نظر؟ 

استخدام الهاتف لفترات طويلة قد يساهم في تفاقم قصر النظر، خصوصاً إذا كان الشخص يركز على الشاشة من مسافة قريبة لفترات طويلة. هذا يسبب إجهادًا للعين ويزيد من احتمالية تفاقم قصر النظر. كما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى مثل جفاف العين أو إجهاد العين الرقمي.

هل الليزك يعالج قصر النظر؟

نعم، جراحة الليزك تعالج قصر النظر بشكل فعال. في هذه العملية، يتم استخدام الليزر لإعادة تشكيل قرنية العين لتحسين القدرة على تركيز الضوء بشكل صحيح على الشبكية، مما يعزز الرؤية. الليزك يعد من أكثر العلاجات شيوعًا لقصر النظر ويوفر نتائج سريعة مع فترة تعافي قصيرة.