
تُعد مشكلات المريء، وعلى رأسها ارتجاع المريء، من أكثر الاضطرابات الهضمية المنتشرة، حيث يعاني آلاف الأشخاص من حرقة مستمرة وصعوبة في البلع واضطرابات في الهضم نتيجة خلل في حركة المريء أو ضعف الصمام السفلي. وهنا تأتي أهمية قياس حركية المريءكفحص أساسي يساعد الأطباء في فهم كيفية عمل المريء أثناء البلع، وتشخيص طبيعة الاضطراب بدقة قبل اتخاذ قرار إجراء أي تدخل جراحي أو علاجي.
في هذا المقال نستعرض أهم أماكن قياس حركية المريء، بالإضافة إلى دور هذا الفحص في نجاح عملية ارتجاع المريءوتحقيق أفضل نتائج علاجية للمريض.
أولاً: ما هو قياس حركية المريء؟
قياس حركية المريء (Esophageal Manometry) هو فحص متقدم يستخدم لقياس قوة وانقباض عضلات المريء وآلية فتح وغلق الصمام السفلي المتصل بالمعدة. يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع مزود بحساسات عبر الأنف وصولاً إلى المريء، ليتم تسجيل حركة العضلات بدقة أثناء البلع.
يساعد هذا الفحص في تشخيص العديد من الحالات مثل:
- ارتجاع المريء المزمن
- اضطرابات البلع
- تشنجات المريء
- ضعف العضلات المريئية
- تقييم الحالات قبل الجراحات الخاصة بالمريء أو المعدة
ثانيًا: أهم أماكن قياس حركية المريء
تتوفر خدمة قياس حركية المريء في العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي والمناظير. وتشترك أغلب هذه الأماكن في وجود أطباء متخصصين وأجهزة حديثة تساعد على تشخيص دقيق.
1. المستشفيات الجامعية
تُعد المستشفيات الجامعية من أفضل الأماكن لإجراء هذا الفحص، نظرًا لاستخدامها أجهزة متطورة وإشراف نخبة من أساتذة الجهاز الهضمي.
توفر هذه المستشفيات قياسًا عالي الدقة لحركة المريء مع تقارير تفصيلية تساعد في تحديد خطة العلاج الأمثل.
2. مراكز الجهاز الهضمي والمناظير
تقدم مراكز المناظير خدمات سريعة ومتخصصة، وتتميز بوجود أجهزة قياس حديثة تعتمد على تكنولوجيا الضغط عالي الدقة (High-resolution Manometry).
هذه التقنية تتيح تصويرًا شاملًا لحركة المريء والصمام السفلي، مما يجعل عملية التشخيص أكثر وضوحًا وفاعلية.
3. المستشفيات الخاصة الكبرى
توفر أغلب المستشفيات الخاصة خدمة قياس حركية المريء ضمن فحوصات الجهاز الهضمي المتقدمة.
وتتميز بسرعة الحصول على النتائج، وجودة الخدمة، والاهتمام بتجربة المريض منذ دخول المركز وحتى انتهاء الفحص.
4. المراكز المتخصصة في جراحات السمنة وارتجاع المريء
هذه المراكز غالبًا تعتمد على قياس حركية المريء كجزء أساسي قبل أي تدخل جراحي، نظرًا لأن الفحص يساعد في تحديد إمكانية نجاح العملية ومدى مناسبة المريض لها.
ثالثًا: كيف يساعد قياس حركية المريء في نجاح عملية ارتجاع المريء؟
يعد قياس حركية المريء خطوة ضرورية قبل إجراء عملية ارتجاع المريء (مثل عملية نيسن أو عمليات تقوية الصمام)، وذلك لعدة أسباب:
1. تحديد قوة عضلات المريء
يساعد الفحص الطبيب على معرفة ما إذا كانت عضلات المريء تعمل بشكل طبيعي وقادرة على دفع الطعام إلى المعدة دون صعوبة.
إذا كانت الحركة ضعيفة، قد يحتاج الطبيب لتعديل خطة العملية أو اختيار تقنية مختلفة تناسب حالة المريض.
2. التأكد من كفاءة الصمام السفلي
الصمام السفلي هو المسؤول عن منع ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء.
يبين الفحص مدى قوة هذا الصمام، ومدى قابليته للإصلاح أو التقوية أثناء الجراحة.
3. الكشف عن الأمراض المرافقة
هناك بعض الحالات، مثل تشنج المريءأو الأكالازيا، قد تتشابه أعراضها مع ارتجاع المريء، لكنها تحتاج علاجًا مختلفًا تمامًا.
يساعد قياس الحركة في التمييز بينها بدقة حتى لا يتعرض المريض لجراحة غير مناسبة.
4. ضمان اختيار التقنية الجراحية الأنسب
بناءً على نتائج الفحص، يمكن للجراح تحديد أفضل نوع عملية:
- لفّ جزئي
- لفّ كامل
- أو إصلاحات محددة للصمام
وهذا يزيد من فرصة نجاح العملية بنسبة كبيرة ويقلل من المضاعفات.
5. توقع النتائج بعد العملية
من خلال الفحص يعرف الطبيب قدرة المريء على التعامل مع الصمام بعد تعديله، مما يجعل النتائج أكثر دقة ويضمن تحسن الأعراض بعد الجراحة.
الخلاصة
قياس حركية المريء ليس مجرد فحص عابر، بل هو خطوة أساسية تضمن دقة التشخيص ونجاح علاج ارتجاع المريء سواء كان بالأدوية أو بالجراحة.
ومع توفر العديد من أماكن قياس حركية المريء المجهزة بأحدث الأجهزة والكفاءات الطبية، أصبح الحصول على تشخيص دقيق أمرًا سهلاً وسريعًا.
إن إجراء الفحص قبل عملية ارتجاع المريء يرفع نسبة النجاح، ويقي المريض من مضاعفات محتملة، ويضمن اختيار الطريقة الجراحية الأكثر ملاءمة لحالته.
ولذلك، يُنصح دائمًا بعدم إهمال هذا الفحص لأي مريض يعاني من أعراض ارتجاع مزمنة أو يفكر في إجراء العملية.



